
	تتجسد في قصة المواطن اليمني عبدالرحمن مجلي واحدة من أبشع صور الظلم الإنساني والقهر النفسي الذي يعيشه اليمنيون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حيث تحولت معاناته إلى رمزٍ لصبرٍ مكسور وعدالةٍ غائبة في بلدٍ أنهكته الحرب والدمار.
بدأت فصول المأساة حين أقدمت المليشيا الحوثية على قتل نجله “محمد” بدمٍ بارد، قبل أن تقدم على إحراق منزله ونهب ممتلكاته، في جريمةٍ تعكس انعدام الإنسانية وتكشف واقع القهر الذي يرزح تحته المدنيون. لم يتوقف عبدالرحمن مجلي أمام هذا الألم، بل سعى بشجاعةٍ للمطالبة بحق ابنه والقصاص من القتلة، آملاً أن يجد في القانون ملاذاً للعدالة، لكنه اصطدم بجدار الصمت والتسلط.
لم تكتفِ المليشيا بحرمانه من ابنه ومنزله، بل اعتدت عليه جسدياً قبل أيام في محاولةٍ لإسكاته ومنعه من الحديث أو المطالبة بحقه، في مشهدٍ مؤلم يعكس مدى بطش الجماعة بحق من يطالب بأبسط حقوقه الإنسانية.
قصة عبدالرحمن مجلي ليست حادثة فردية، بل صورة مصغرة من واقعٍ مأساوي يعيشه الآلاف من اليمنيين الذين يعانون الظلم والانتهاك في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، حيث يُقمع الصوت الحر، ويُعاقب من يطالب بالعدالة، وتُغتال الإنسانية كل يوم.
إنها قصة قهر الرجال ووجع الأباء الذين فقدوا أبناءهم ولم يجدوا سوى الصمت والجراح، وهي صرخةٌ في وجه الضمير العالمي بأن ما يحدث في اليمن ليس حرباً سياسية فحسب، بل حربٌ على الإنسان وكرامته وحقه في الحياة